dimanche 24 février 2013

أولى ابداعاتي القصصية



عبير الحنين
كان جالسا في شرفة المقهى يحتسي قهوة الصباح .. وكان يفتش في ذاكرة صباه .. وإذا بها تمر فالتقطها بأنفه.. ثم بعينيه..
أبعد فنجان القهوة من شفتيه حتى لا تختلط رائحة القهوة  برائحة ذاك العطر الساحر الجذاب .. ومن دون أن يدري ، قام من مكانه مسرعا ..
الآن، بينه وبينها أمتار قليلة.. وبكل قوة صوته الرجولي الخشن، استوقفها كما يوقف الشرطي من اخترق قانون السير، صائحا : قفــــــــــــي!..قفــــــــــــــــي.. !
توقفت.. وأدارت وجهها إليه.. نظر إليها .. لم يحدق طويلا ثم أغمض عينيه.. لكنه تفحصها طولا وعرضا بأنفه.. أصابه الدوار من شدة الرائحة .. تلعثم لسانه ولم يتلفظ ولو بكلمة واحدة.. وفي قرارة نفسها تساءلت لمَ استوقفها..
 دنا منها فتبدد استغرابها.. واعتقدت انه يريد أن يضمها بكل شغف.. فإذا به طبع قبلة على جبينها  بكل حياء..ثم انكسر وقبَّل رجليها بكل تدلل، وتشمم ثيابها..
 لم يمنعها اندهاشها من أن تظل شامخة شموخ النخيل في فصل الإثمار... رفع رأسه..  اغرورقت عيناه دمعا.. نظرت إليه .... انكسر شموخها .. ومسحت وجنتيه بكفٍّ حانية  ..  فقال لها ''رحمة الله عليها.. لقد كانت تُضَمّْخُ بمثله ثيابها.. لكنها التحقت  بالرفيق الأعلى في غيابي..''.. ثم ترك العجوز واقفة.. ورحل ..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire