تنبيهات منهجية في
الكتابة الانشائية الفلسفية:
ذ. سعيد الطاهري
ثانوية العرفان/
تارودانت
تنبيه
أول: يتكون الإنشاء الفلسفي من أربع مراحل:
1- مرحلة التقديم
2- مرحلة التحليل (في العرض)
3- مرحلة المناقشة (في العرض)
4- مرحلة التركيب
بداية الإنشاء الفلسفي
تنبيه:
لا يمكن كتابة مقدمة فلسفية دون معرفة الموضوع
(04 نقاط)
o
قراءة النص
قراءة متأنية؛
o استخراج الأفكار الرئيسية للنص؛
o صياغة أطروحة النص (مثلا: يرى صاحب النص أن علاقة الأنا بالغير علاقة
تعايش وتواصل)؛
o
إذن موضوع
النص/قضية النص هي طبيعة العلاقة بين الأنا والغير.
·
في
حالة القولة والسؤال:
o الاستعداد النفسي
o قراءة القولة/السؤال قراءة متأنية
o تحديد المفاهيم الرئيسة في القولة/السؤال
o
مثال 1
(قولة): ''كل دولة تنبني على القوة''
o
إذن موضوع
النص/القولة في الحالتين هو: طبيعة/ماهية سلطة الدولة (لأن
السلطة هي قوة، سواء كانت قوة شرعية مشروعة أو قمعية استبدادية).
ب-
بعد معرفة الموضوع تتبع الخطوات
التالية لكتابة المقدمة
(تنبيه: تعتبر هذه الخطوات شكلا
من أشكال التقديم فقط وليست شكلا نموذجيا):
a. تحديد الإطار العام للموضوع (في الغالب عنوان
المجزوءة مع التعريف بها، مثلا: موضوع الوضع البشري أو موضوع السياسية... وكلما
كان هناك تمهيد بسيط لإثارة هذا الموضوع يكون ذلك أفضل، سواء بحكمة، بقولة، بحدث...
شريطة عدم الإطالة فيه)
b. تحديد الإطار الخاص للموضوع (في الغالب
مفهوم او مفهومين، مثلا: مفهوم الشخص، مفهوم الدولة...)
c. تحديد القضية الأساسية التي يعالجها النص أو
القولة أو يطرحها السؤال، مثلا: قضية علاقة الشخص بالغير، قضية طريقة ممارسة
الدولة للسلطة...)
d. تحديد مفارقات القضية التي تسمح ببناء
الاشكال، مثلا: يمكن لعلاقة الشخص بالغير أن تكون علاقة إيجابية قائمة على التواصل
والتعايش، ويمكن أن تكون علاقة سلبية قائمة على
الصراع والنبذ والإقصاء../ يمكن للدولة أن تمارس سلطتها بالحق والقانون، ويمكن أن
تمارسها بالقوة والعنف، ويمكن أن تزاوج بين الطريقتين...
e. صياغة الإشكالية: وهو الإشكال الذي تجيب
عنه أطروحة النص/القولة، ويصاغ انطلاقا من المفارقات، مثلا: هل علاقة الشخص بالغير
علاقة تعايش وتواصل أم علاقة نبذ وصراع وإقصاء؟ .../ كيف
تمارس الدولة سلطتها؟ هل تمارسها بالحق والقانون أم بالقوة والعنف؟
(تنبيه
خاصة بلحظة صياغة الإشكالية في حالة السؤال المفتوح:
يفترض
الاحتفاظ بنفس السؤال كإشكال، ولا ينبغي تغييره. وإذا وقع تغيير صيغته فلا ينبغي
تغيير أو تحريف مضمونه)
f.
طرح الأسئلة الموجهة للتحليل والمناقشة، وهي أسئلة فرعية مستخرجة من الإشكال، مثلا: كيف تمارس الدولة سلطتها؟ هل تمارسها بالحق والقانون أم بالقوة والعنف؟ (هذا إشكال مركزي) / ما السلطة؟ ما معنى الحق والقانون؟ وما المقصود بالعنف؟ لماذا ينبغي للدولة أن تمارس سلطتها بالحق والقانون؟ متى يمكن للدولة أن تلجأ إلى العنف؟ هل يمكن أن يكون عنف الدولة مشروعا؟ ... (هذه أسئلة موجهة للتحليل والمناقشة)
طرح الأسئلة الموجهة للتحليل والمناقشة، وهي أسئلة فرعية مستخرجة من الإشكال، مثلا: كيف تمارس الدولة سلطتها؟ هل تمارسها بالحق والقانون أم بالقوة والعنف؟ (هذا إشكال مركزي) / ما السلطة؟ ما معنى الحق والقانون؟ وما المقصود بالعنف؟ لماذا ينبغي للدولة أن تمارس سلطتها بالحق والقانون؟ متى يمكن للدولة أن تلجأ إلى العنف؟ هل يمكن أن يكون عنف الدولة مشروعا؟ ... (هذه أسئلة موجهة للتحليل والمناقشة)
(أترك سطرا
فارغا، ثم ابدأ العرض)
في
العرض، وقبل التحليل:
تنبيهات أساسية في بداية العرض:
Ø
إذا انتقلت
إلى مرحلة العرض، في صيغة القولة/النص، اعرض
الأطروحة مباشرة قبل الشروع في أي خطوة أخرى؛
Ø
وإذا
انتقلت إلى العرض، في صيغة السؤال، حلل
بنية السؤال. والمقصود بذلك هو تحليل الصيغة التي طرح بها السؤال لكي تحدد
المطلوب منك إنجازه. وتحليل بنية السؤال هي التي ستمكنك من استخراج الأطروحات
المضمرة في السؤال (هل تقوم
دولة الحق على القوة؟ /بمجرد حذف أداة الاستفهام وعلامة الاستفهام نحصل على أطروحة
مضمرة = تقوم دولة الحق على القوة)، أو تقديم
الأطروحات المفترضة (ما
علاقة الحق بالواجب؟ عندما نحذف أداة الاستفهام وعلامة الاستفهام لا نحصل على
أطروحة لأن المعنى يكون غير تام =
علاقة الحق بالواجب... وفي
هذه الحالة ينبغي لك أن تضع الأطروحات المفترضة، مثلا: يمكن أن تكون علاقة الحق بالواجب علاقة
شرطية حيث يكون القيام بالواجب شرطا للحصول على الحق أو العكس، ينبغي أن
نحصل على الحق لنتمكن من القيام بالواجب)؛
(سمي بالتحليل لأننا نحلل فيه
الجواب/الأطروحة التي عرضناها، أي نشرحها ونوضحها وندافع عليها)
1- في مرحلة التحليل
بصفة عامة (سواء كان لأطروحة النص أو لأطروحة القولة، أو للأطروحة المفترضة للسؤال
المفتوح، تفاد وتجنب النقد، فانت بصدد الشرح
والتوضيح والدفاع على الأطروحة، وليس بصدد هدمها ونقدها حتى وإن كنت غير
متفق مع مضمونها، وتجنب أيضا عرض موقفك الشخصي في التحليل. (تذكر: إن المطلوب
في التحليل بصفة عامة هو الشرح والتوضيح والتبسيط لأطروحة معينة)؛
2-
عند الشروع في تحليل الأطروحة في حالة النص، احرص على كتابة ثلاث فقرات
أساسية:
الأولى: تستثمر فيها الأفكار الرئيسية
لصاحب النص لشرح أطروحته، كأنك تجيب على سؤال ماذا يريد صاحب النص أن يقول في
كل فكرة يذكرها في نصه؟ بمعنى بلّغ إلى المتلقي قصد صاحب النص بأسلوبك الشخصي؛
الثانية: تحدد فيها المفاهيم
الرئيسة التي وظفها صاحب النص مع إبراز العلاقات فيما بينها لبناء نفس تصور
صاحب النص) (في الغالب تكون هي نفس المفاهيم المعتمدة في صياغة الأطروحة (الشخص،
الغير، العلاقة، التعايش...)؛
الثالثة: تشير فيها
إلى الأساليب الحجاجية التي استعملها صاحب النص في الدفاع عن رأيه، مع بيان
تجلياتها ووظيفتها في النص،.
a. الشرح الأولي البسيط لمضمون القولة؛
b. تحديد مفاهيم القولة تحديدا سياقيا
وفلسفيا لشرح مضمونها شرحا مفصلا؛
c. توظيف أمثلة لزيادة التوضيح وتأكيد مضمون
التصور، سواء عند تحديد دلالات المفاهيم أو لبيان المضمون العام للقولة؛
d. الاشتغال على الأسلوب الحجاجي للقولة.
4- عند الشروع في تحليل الأطروحة المفترضة للسؤال، يمكنك:
a. اتباع نفس خطوات تحليل القولة (المذكورة
أعلاه)؛
b. بالإضافة إلى توظيف المعرفة الفلسفية الملائمة لتعزيز هذه الأطروحة
(يعني يمكنك استثمار التصورات الفلسفية المؤيدة لنفس الأطروحة إن تمتلكها في رصيدك
المعرفي؛
5- عند نهاية التحليل، صغ استنتاجا جزئيا
لفقرة التحليل، تُذَّكر فيه بالأطروحة التي حللتها، وتطرح سؤالا نقديا للانتقال
إلى المناقشة.
(أترك سطرا
فارغا، ثم ابدأ مرحلة المناقشة)
3-
مرحلة
المناقشة:
تنبيهات أساسية في مرحلة المناقشة:(05 نقاط)
(سميت
بالمناقشة لأننا نناقش فيها الأطروحة التي حللنا، أي نتساءل فيها عن مدى أهمية
الأطروحة التي حللنا وحدودها)
1- في المناقشة بصفة عامة مارس حقك في
التفلسف، ولا تنس الجواب على الأسئلة التي طرحت في نهاية التحليل أثناء الاستنتاج الجزئي؛
2- مناقشة أطروحة النص والقولة، تتم أولا عبر
ابراز قيمتها وحدودها؛
a.
إبراز
القيمة أ، ويقصد
بها تحديد جوانب القوة في رأي صاحب القولة/النص (وكأنك
تجيب على سؤال أنت مجبر على الجواب عنه، وهو: لماذا رأي صاحب النص/القولة صحيح؟ ماذا يُحسب لصاحب النص/القولة)
E للجواب على هذا السؤال يمكن ان تبحث عن
القيمة المضافة لأطروحة صاحب النص/القولة، (بمعنى ما الذي أضافته الأطروحة إلى
رصيدك المعرفي)؛
E يمكنك البحث أيضا عن التطابق الحاصل بين
رأي صاحب النص مع:
Ø
القواعد
والمبادئ الأخلاقية، بمعنى هل ينسجم رأي صاحب النص مع القيم
الإنسانية الأخلاقية، خصوصا إذا كان الموضوع حول السياسة أو الأخلاق؛
Ø
مبادئ
العلم: هل ينسجم رأي صاحب النص/القولة مع الروح
العلمية، أي مع يقوله ويؤكده العلم، ومع تطوراته ومستجداته، خصوصا إذا كان الموضوع
حول المعرفة العلمية؛
Ø
الواقع: هل ينسجم
رأي صاحب النص/القولة مع ما يجري في الواقع (خصوصا إذا كان الموضوع حول السياسة أو
الأخلاق، أو الوضع البشري).
b. إبرز الحدود، ويقصد
بها تحديد جوانب الضعف (وكأنك تجيب على سؤال أنت مجبر على الجواب عنه، وهو: ما
هي هفوات وثغرات رأي صاحب النص/القولة؟ ماذا يُحسب أو
يُؤخذ على صاحب النص/القولة)
c. عند إبرازك لقيمة
أو حدود الأطروحة، يمكنك أن تستثمر الآراء الفلسفية والعلمية وغيرها:
المؤيدة للأطروحة في حالة ابراز القيمة، والمعارضة او المخالفة للأطروحة في حالة إبراز
الحدود (بمعنى يمكن أن تستغل هذه التصورات كحجة لإثبات أطروحة النص/القولة او
نقدها، ويمكنك أن تصرفها على شكل أمثلة؛
3- عند استثمارك لمعارفك الفلسفية والعلمية
والسياسية ... وغيرها، سواء في حالة التأييد أو الاعتراض، في المناقشة، اشرح ووضح
مضامين هذه المعارف، وأبرز نقاط التشابه والاختلاف بينها وبين التصور الذي كان قيد
التحليل؛ ولا ينبغي لك بأي حال من الأحوال أن تتخد عرض هذه التصورات هدفا في حد
ذاته، أي لا تتحول إلى ناطق رسمي باسم فلاسفة/علماء/ سوسيولوجيين ... بل كن تلميذا
متفلسفا ذا حس نقدي، وأحسن توظيف هذه المعارف وارتبط بالموضوع الأصلي للتحليل
والنقاش؛
4- في المناقشة في حالة السؤال المفتوح، اكتفِ
بتحديد حدود الأطروحة المفترضة (تبرز هذه الحدود بنفس طريقة القولة والنص،
إلا أنه لا ينبغي لك أن تقول: ''تكمن حدود تصور صاحب السؤال'' فصاحب السؤال
يسأل ولا يجيب، بل يمكن أن نقول: ''وتكمن حدود مثل هذا التصور الذي يرى... في
أنه ...''.
نهاية مرحلة المناقشة
(أترك سطرا فارغا، ثم ابدأ مرحلة التركيب)
4-
مرحلة
التركيب:
(سمي بالتركيب لأننا نركب فيه بين عناصر
التحليل والمناقشة ونصوغ الاستنتاجات)
2- عبٍّر عن وجهة نظرك في هذه القضية التي
عالجتها في التحليل والمناقشة، وبرر رأيك؛
3- احتراما لروح التفكير الفلسفية، الذي
تتحول فيه الأسئلة أهم من الأجوبة، حاول أن تجد من صميم نتائج التحليل والمناقشة،
وفي رأيك الشخصي ما يسمح لك بفتح موضوع آخر للنقاش على شكل تساؤلات فلسفية.
تنبيهات
أخيرة:(03 نقاط)
تخصص للجوانب الشكلية ثلاث نقاط لأهميتها
في الكتابة الإنشائية الفلسفية، ويتوزع على ثلاثة جوانب أساسية، وهي:
1-
تماسك
العرض، ويقصد به أن تكون ورقة تحريرك مكونة من
فقرات أساسية، في كل فقرة تجسد قدرة محددة (تقديم/تحليل/مناقشة/تركيب)؛
2- سلامة اللغة، ويقصد بها أن تكتب بلغة
عربية فصيحة، وبأسلوب فلسفي عميق؛
3-
وضوح الخط،
لا نقصد به الجمالية، وإن كان ذاك مطلوبا أيضا، ولكن نقصد به بالدرجة الأولى أن تكتب
بخط واضح ومقروء، محاولا تجنب الأخطاء الإملائية والنحوية وكثرة التشطيب.
نهاية الإنشاء الفلسفي
ومن أراد النجاح من غير كدّ، ناله عندما
يشيب الغراب.